باحث يكشف موقع دار قارون في دهب وفق التفسير الجغرافي للقرآن الكريم
كشف الباحث صالح الصادق الرشيدي عن تحديد موقع دار قارون في مدينة دهب بجنوب سيناء، استنادًا إلى التفسير الجغرافي للقرآن الكريم وحساب الجمل. ورد ذكر قارون في سور "القصص"، "غافر"، و"العنكبوت"، حيث قال الله تعالى في سورة القصص:
"إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُوْلِي الْقُوَّةِ" (القصص: 76).
استند الرشيدي في طرحه إلى تحليل الأرقام المرتبطة بالسور والآيات التي ذُكر فيها قارون، حيث استخلص إحداثيات:
30/28/40E شرقًا و29/29/34N شمالًا، والتي تشير إلى مدينة دهب في جنوب سيناء، حيث كانت توجد المناجم التي سيطر عليها قارون وفقًا للتفسير.
دهب بين التاريخ والأسطورة
أوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار، أن هذا الطرح قد يكون منطقيًا، مشيرًا إلى أن اسم مدينة دهب ربما ارتبط بالذهب الذي كان يمتلكه قارون. وأضاف أن المدينة تتميز بشواطئ ذات طبيعة فريدة تعكس أشعة الشمس، مما يمنحها بريقًا يشبه الذهب، ربما نتيجة اختلاط الرمال ببقايا كنوز قارون.
موقع أثري ذو أهمية تاريخية
ذكر ريحان أن دهب ليست مجرد مدينة سياحية، بل تحتضن مواقع أثرية مهمة، منها الفرضة البحرية القديمة لميناء دهب على خليج العقبة، والذي استخدمه الأنباط والرومان لتسهيل حركة التجارة بين الشرق والغرب. وتعد المنطقة الأثرية في دهب موقعًا مسجلًا رسميًا منذ عام 2008، حيث يضم الميناء مباني أثرية محاطة بسور دفاعي، بالإضافة إلى غرف مخصصة لتخزين البضائع، عُثر فيها على جرار وسبائك نحاسية تدل على النشاط التجاري المزدهر آنذاك.
دهب: مزيج من الجمال الطبيعي والثراء التاريخي
تجمع دهب بين الطبيعة الخلابة والعمق التاريخي، حيث تقدم للسياح تجربة متكاملة تجمع بين الأنشطة البحرية والسفاري بين جبالها وأوديتها، إلى جانب مشاهدة مناظر الغروب الساحرة التي تعد من الأجمل عالميًا، وتبقى دهب واحدة من أبرز الوجهات السياحية التي تجمع بين جمال الطبيعة وثراء التاريخ.